وقد خلقكم أطوارا

نتعرض الآن لأطوار التخلق الإنساني ..

قال تعالى{مالكم لاترجون لله وقارا.وقد خلقكم أطواراً}ثم أشار بعد ذلك إلى أهم هذه الأطوار حين قال :

{ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين .ثم جعلناه نطفة فــي قرار مكين .ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقاً آخر فتبارك الله أحسن الخالقين }

المرحلة الأولى:

 {ثم خلقنا النطفة علقة}        {خلق الإنسان  من علق}   

   تبدأ النطفة بتلقيح البويضة ثم تنقسم البويضة وهي في طريقهاإلى الرحم إلى إثنين فأربع فثمان ثم يتم دفعها عن طريق أهداب البوق إلى أن تصل إلى الرحم وتبدأ خلاياها الخارجية في أخذ وظيـفة التعشيش فتغرس أذرعا تخترق بها مخاطية الرحم وتستمر عملية العلوق 24 ساعة والناظر لهذه العلقة يراها ينطبق عليها فعلا التصوير القرآن     

                  تلقيح البويضة                    

المرحلة الثانية:

{فخلقنا العلقة مضغة }

تتم في الأسبوع الثالث بتكوين اللوحة المضغية وتميزها إلى ثلاث وريقات ثلاث (خارجية- وسطى – داخلية)وحتى الأسبوع الرابع لايكون هناك أي تمايز لأي عضو أو جهاز ويمكن تسمية هذه المضغة بالمضغة (غيرالمخلقة) .

 المضغة المخلقة                                             المضغة الغير مخلقة  

ثم تبدأ في الأسبوع الخامس عملية (التخلق)كما سماها القرآن وفيها تتميز تلك الوريقات إلى أجهزة وأعضاء وتنتهي عملية التخلق في الشهر الثالث وتسمى هذه المرحلة بالمضغة المخلقة وهكذا يتضـح إعجاز المبدع العظيم في قوله:

(ثم من علقة ثم من مضغة مخلقةوغير مخلقة) وهنا لغز يحير العلماء ويتجلى في إعجاز الله سبحانــه وتعالى كيف تتميز اللوحة المضغية إلى وريقات مختلفة تماما في تركيبها الخلوي مع أن هذه اللوحة كل خلاياها متماثلة؟

يوم يصل الإنسان لحل هذا اللغز سيوقن  بآيات الله القائل: {هو الخالق البـــارىء المصور له الأسماء الحسنى}

لم تقتصر الأية على ذلك فقط ولكن ذكرت عملية التمايز والتخلق والتي تبدأ من المضغة فيقول تعالى {فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما}ومن يدرس هذه العلاقة تشريحيا يجد فعلا علاقة الكساء بين العضلات والعظام فهي محاطة ومكسوة بالعضلات بنفس هذا الــمعنى اللفظي .

                                                             

  المرحلة الثالثة:

{ثم أنشأناه خلقا آخر}

وتبدأ بعد الشهر الثالث وفيها يزيد الجنين وزنا وتسعى الأجهزة إلى التكامل ويبدأ بعضــها في العمل(كالقلب – الجهاز الهضمي)

أما حركة الجنين فتبدأ في آخر الشهر الثالث وبداية الشهر الرابع حيث يتم عمـلية اتصال الجهاز العصبي بالأجهزة والعضلات أما نبض القلب فيبدأ بعد بداية الشهر الرابع ويمكن سماعة في  الشهر الخامس وهذا يتطابق مع مابينه القرآن منذ أربعة عشر قرن حيث قال:

{والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهـن أربعة أشهر وعشر}

     والإعجاز في هذه الآية واضح حيث حددت وبالضبط الوقت لتشخيص الحمل.

الجنين بعد تسويته داخل الرحم

 

المرحلة الرابعة :  

{ونفحت فيه من روحي }

بعد ذلك يأتي البعد الإنساني أوالروح وهو البعد الذي جعل من الطين الرخيص بشرا سويا تسجد له كل الملائكة قال تعالى :

{إذ قال ربك للملائكة إني خالــق بشرا من طين فإذا سويته ونفخت فيه مــن روحي فقعوا له ساجدين}.

 

 

 

 الصفحة الرئيسية