عندما تبكي الرجال

خواطر على ضفاف الرافدين

 

حملوا الصليب مرة أخرى

وتوجهوا شرقاً يبحثون عن فريسة

وفوراً عاد أعراب الشقاق

للبداوة والرحيل

وتسمروا على امتداد مساحة الوطن الكبير

كاعجاز نخل خاوية

وامعنوا النظر لبغداد السبية

وهي يستباح دمها اليوم

مثلما هتكت بالامس بيروت الحبيبة

والقدس .. في الذكريات الخالية

فتوارت الشمس خجلاً

في بلاد الرافدين ..

واشاحت البصر بعيداً

ببكاء وأنين ..

وعقارب الزمن استقرت

بارض فلسطين ..

في بلاد الرافدين ..

علا موت وسواد

وتوشحت اشجارها بالعويل والبكاء

واثواب الحداد

فوهبت روحي نجمة

لتضئ سواد أمتنا الرهيب

ودمي غدا ماءً يروي العراق

والقدس السليب

هاكم جراحي ولم تزل

تتفتق في كل يوم

مع شروق الشمس

ومع كل مغيب

مع انةٍ تخرق جدار الصمت

خلف جدران "نفحة" و"ابو غريب"

مع كل طلقة حرية

مع المتراس والخندق

مع صيحة صدحت من فوق مئذنة

ان حي على الجهاد

فانتفضت بغداد

وانتشلت من نحرها الدامي

خناجر الاعداء .. والاصحاب .. والاقرباء .. والاشقاء ...

هذي بلادي قد استفاق رجالها الشرفاء

ليزلزلوا الارض تحت اقدام الغزاة

ليطهروا الارض .. والسماء

من الجبناء .. والعملاء .. والادعياء

من كل منكر

من علوج وبغاة

ليحفظوا وطن الائمة والاباة

ليحفظوا وطني الذي ارتسم ملاكاً في خيالي

وجرى حباً وشوقاً في عروقي والفؤاد

وطني عرين الحب والعدل

ومهبط الوحي ومبعث الانبياء

وطني اسطورة التاريخ

ومحراب صلاة

وانشودة تبقى على مر الزمان

ما بين ارض .. وسماء

وتراب .. ودماء