المزمور الأخير

المزمور الأخير

 

تشعلني يا وطنَ الجراح

وتأسرُ فرحي لتزجَّ به

في زنازينِ جنباتِك البعيدة

تشعلني وأنتَ تحترق

وكلُّ ما فيك يحترق

صديقُك يحترق ..

وعدوك كذلك يحترق ...

يا وطناً أشبهُ بالجحيم

نحبكَ

ونراكَ كأنكَ جناتُ النعيم

نفديكَ بكلِّ ما لدينا

وبأغلى ما لدينا

بالدمِ .. بالروح ِ ..

نفديك يا وطني

ونحمي بأشفار العيون

ترابَك والأديم

نسقيكَ من النجيعِ القاني لترتوي

ويشتدَّ عودُك أكثر

ويمتدَّ عميقاً في الأرض

وتبقى لألآف السنين

لتحملَ إلى من سيأتي بعدنا

تحياتنا ..

أحلامَنا ..

وصايانا ..

والحنين

أيها الساكنُ بين ضلوعنا

تزاحمُ القلبَ وتحتلُّ مكانَه

فلا نغضبُ منك

وينبتُ حبُّكَ فينا

كأشجارِ الأرز

وتتجذرُ في أحشاءنا لتمزقها

ونحن نفرحُ بذلك

ونخال أنفسنا نزفُّك عريساً

إلى منصةِ الفرح الخالد

يا وطنَ الشهداءِ .. عفواً

ويا وطنَ الأولياء .. عذراً

ويا وطنَ الأنبياء .. مهلاً

مهلاً

فإننا لا نستطيعُ أن نكبح

نشوةَ الدعوةِ لأن نقفَ اليوم

لنعلنُ باسمك

أنَّ زمنَ النكبةِ ولَّى

وأنَّ زمنَ النكسةِ ولَّى

وباسمِ شهداءِك نتلو المزمورَ الأخير

ونمهرُ بدمهم مرسومَ النصرِ الكبير

باسمِ من امتشقَ السلاح

ورَّنم في طريقِ النصر

سنرجعُ يوماً

سنرجعُ حتماً

سنرجعُع في الربيع مع العصافير

أيا حبنا الأول ..

اشتقنا الى طعمِ انفاسِ الولادة

التي دغدغت انوفَنا

عندما أبصرنا النور

سنرجعُ ..

حتى تضمنا جميعاً إلى صدرك الواسع

وحتى نعانقَ بيروت

وصيدا .. وصور

سنرجعُ اليكَ فاتحين

نرفعُ راياتِ نصرِك عالية

لتخفقَ في سماءِ الحرية

وتغقني مع العائدين

اليومَ لبنان ..

وغداً فلسطين

 

بسام حسين

مونتريال 2\2000