هذا التعقيب والحوار حصل بيني وبين بعض الأخوة الشيعة في ديسمبر 98على شبكة الجارح فيما يتعلق بإنكارهم لبعض الروايات في كتب أهل السنة :

هاشم :

في صحيح البخاري في الجزء الأول كتاب الغسل، وفي الجزء الرابع كتاب بدء الخلق ، وفي صحيح مسلم في الجزء الأول باب جواز الاغتسال عرياناً ، وفي الجزء السابع باب فضائل موسى ع ، ترى هذه القصة التي ثير الدهشة والاستغراب ، خاصة وأنها وردت في أصح الكتب بعد القرآن الكريم : يروي أبو هريرة عن رسول الله ص أن النبي موسى ع كان خجولا كثير الحياء ، فكان يغطي جسمه حتى لم ير أحد أي جزء من بدنه ، فشك فيه نفر من بني اسرائيل وابتغوا أن يؤذوه وقالوا : لعل في جسمه عيبا أو مرضا كالبرص أو الفتق يجعله يغطي جسمه هكذا ، فأراد الله أن القي التهمة عنه ، وأراد موسى أن يغتسل يوما ، فخلع ملابسه وجعلها على قطعة حجر ، ولما اغتسل أراد أن يرتدي ثيابه فتحرك الحجر وفر بثياب موسى ، وأخذ موسى ع عصاه وجرى خلف الحجر وهو ينادي : ثيابي أيها الحجر ، آتني ثيابي أيها الحجر ، ووصل على هذا الحال عاريا إلى بني إسرائيل فرأوه مجردا من ثيابه ، وعلموا أنه لا يشتكي عيبا أو نقصا في جسمه . هنالك توقف الحجر وأخذ موسى ع ملابسه وارتداها وهو غضبان ، فرفع عصاه وضرب الحجر بقوة ، وقد بقيت والله آثار ضرباته على الحجر .

**********

فيصل نور:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 00

على رِسلِكَ يا هاشم . ماذا لو قلت لك أن هذه الرواية وردت في كتب الإمامية و من طرقهم !!

والسلام عليكم"

**********

هاشم :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أرجو منك ذكر مصادر هذا الحديث في كتب الشيعة ، علماً بأن الشيعة لا تعتقد بوجود كتاب صحيح بالكامل إلا القرآن الكريم ، وإذا كان الحديث يمس بالأنبياء عليهم السلام فهو موضوع وغير صحيح … هذا اعتقاد الشيعة في كتبهم .أما السنة فيعتقدون بصحة جميــع الأحاديث الموجودة في البخاري ، ولا تستطيع إنكار ذلك ، فماذا تقول عن هذه الرواية . اعلمً بأنك ولو أتيت مثل هذه الرواية وإن كانت من الكتب الأربعة ، فلن يؤثر ويمس بالشيعة . الخلاصة" أن الرواية إن ذكرت في صحيح البخاري وفي كتبنا المعتبرة فهناك فرق .. هو : في صحيح البخاري : الرواية صحيحة مائة بالمائة ، ولا يمكن اعتبارها موضوعة .في الكتب المعتبرة : الرواية معرضة للنقد من جهة النص أو السند ، فقد تكون صحيحة أو غير صحيحة .وأكرر .. أرجو منك ذكر المصادر التي ذكرت تلك القصة مع جزيل الشكر

**********

فيصل نور:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 00

أخي العزيز هاشم : فقط أردت أن أنبهك إلى إنك وقد تصديت للمناقشة يجب أن تكون على بينة تامة مما تقول ولست ناقلا فحسب وإلا اضطربت عليك الأمور، هذه الرواية مثلا وردت من طرق الإمامية عن الصادق عليه السلام قال إن بني إسرائيل كانوا يقولون ليس لموسى ما للرجال وكان موسى إذا أراد أن يغتسل يذهب إلى موضع لا يراه فيه أحد من الناس وكان يوما يغتسل على شط نهر وقد وضع ثيابه على صخرة فأمر الله الصخرة فتباعدت عنه حتى نظر بنو إسرائيل إليه فعلموا انه ليس كما قالوا .

مصادر هذه الرواية عند الشيعة:

تفسير القمي - تفسير الصافي للفيض الكاشاني - تفسير البرهان لهاشم البحراني - نور الثقلين للحويزي - كنز الدقائق للمشهدي - الجوهر الثمين لعبدالله شبر - بيان السعادة للجنابذي - مقتنيات الدرر للحائري - الجديد للسبزواري النجفي - الأمثل لناصر مكارم الشيرازي - البصائر لجويباري - قصص الأنبياء للجزائري – بحار الأنوار للمجلسي. وذكرها ضمنا كل من الطوسي في التبيان و مجمع البيان وجوامع الجامع للطبرسي والمعين للكاشاني والميزان للطبطبائي وغيرهم 0 أما استباقك للكلام في صحة الحديث أو عدمه عند الإمامية فاعلم أن الحديث صححه بعض علماء الشيعة كنعمة الله الجزائري حيث قال ردا على من لم يجوزه : لا استبعاد فيه بعد ورود الخبر الصحيح وان رؤيتهم له على ذلك الوضع الذي لم يتعمده موسى عليه السلام ولم يعلم أن أحد ينظر إليه أم لا وأن مشيه عريانا لتحصيل ثيابه مضافا إلى تبعيده عما نسبوه إليه ليس من المنفرات. ا.هـ . والرواية صححها الإمام الخوئي أيضا .

**********

طالب رحمة ربه:

بسم الله الرحمن الرحيم

إلى فيصل نور ..

ما لاحظته خلال متابعتي لما تستشهد به من كتب الشيعة أنك في كثير من ذلك تشير إلى المصدر دون ذكر رقم الصفحة والمجلد فأنا أطلب منك هنا أن تشير إلى رقم المجلد والصفحة في جميع الكتب التي ذكرت أعلاه أنها ذكرت الرواية ، علما أن وجود الرواية في هذه المصادر لا يعني أبدا أن صاحب الكتاب يؤمن بالرواية ويعتقد بمضمونها بل لعله أوردها ورد عليها ، فهلا ذكرت رقم المجلد والصفحة لنرى رأي العلماء في الرواية وهل هم اعتقدوا بها وأثبتوها وصححوها وقالوا بمضمونها أو هم قد ردوا عليها وفندوها أم ذكروها دون تعليق عليها ؟ ثم قلت أن بعض علماء الشيعة اعتقد بمضون الرواية وذكرت قول شخص واحد فقط من علماء الشيعة وكان الأصح أن تعبر بالقول أن أحد علماء الشيعة قال بذلك وليس أن تقول البعض ..... وذكرت أن السيد الخوئي صحح الرواية ففي أي كتاب صحح السيد الخوئي هذه الرواية هلا ذكرت المصدر مع رقم الصفحة أو المجلد إن كان المصدر أكثر من مجلد واحد . أرجو منك أن لا تتجاهل طلبي بذكر المصادر مع الإشارة إلى المجلد والصفحة . طالب رحمة ربه "السلام عليكم"

**********

هاشم :

السلام عليكم ..

أشكرك على توضيحك ، وأرجو منك ذكر الباب الذي وردت فيه الرواية إن كان متوفرا . جاء في البخاري في الجزء الأول كتاب الغسل بدء الأذان ، صحيح مسلم الجزء الثاني كتاب الصلاة : يقول أبو هريرة : أقيمت الصلاة يوماً وانتظمت الصفوف ، ووقف رسول الله ص في المحراب لإقامة الصلاة ، فتذكر لحينه أنه على جنابة ، فأمرنا أن نبقى في أماكننا وعاد إلى بيته ، ثم رجع إلى المحراب وماء الغسل يتساقط منه ، ثم أدينا الصلاة معه . أخرج البخاري في صحيحه في كتاب فضائل القرآن باب نسيان القرآن وكذلك في باب من لا يرى بأساً أن يقول سورة كذا وكذا . وأخرج مسلم في صحيحه من كتاب صلاة المسافرين وقصرها في باب الأمر بتعهد القرآن وكراهة قول نسيت آية كذا .حدثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت : سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً يقرأ في سورة بالليل ، فقال : يرحمه الله لقد أذكرني آية كذا وكذا كنت أنسيتها في سورة كذا وكذا .

**********

فيصل نور:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 00

أخي العزيز طالب رحمة ربه:

لك ذلك، بالنسبة للتفاسير فالرجاء الرجوع إلى تفسير سورة الأحزاب الآية 69 في قوله تعالى – يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها . أما بالنسبة لقصص الأنبياء للجزائري فتجده في ص 308 طبعة مؤسسة الأعلمي أو أي طبعة أخرى تحت باب في قصص موسى وهارون وهو الباب الثاني عشر من الكتاب المذكور، أما البحار فتجده في الجزء 13 ص 8 ، أما الكلام في الحديث فهو شأن آخر إنما مرادي هنا بيان أن الرواية ليست مما إنفرد بها أهل السنة، بل ذكرها من ذكرتهم من علماء الشيعة وصححها البعض كالجزائري الذي نقلت قوله وكذا المجلسي حيث قال في الرواية مفندا من ضعفها أو قال ببطلانها لمنافاتها العصمة قال – بعد ورود الخبر الحسن كالصحيح لا يتجه الجزم ببطلانه إذ ليس فيه من الفضيحة بعد كونه لتبرئته عما نسب إليه ما يلزم الحكم بنفيها والله أعلم . ا. هـ . المصدر السابق . أما الإمام الخوئي فتجد تصحيحه لمرويات تفسير القمي التي منها هذه الرواية في معجم رجال الخوئي 1/49 – كليات في علم الرجال، 309 – أصول علم الرجال 163 - دروس تمهيدية في القواعد الرجاليه 178

أخي العزيز هاشم

ورد من طرق الإمامية ما يدل على جواز أن يجنب النبي والأئمة عليهم السلام في المسجد أما حديث أبو هريرة السابق فقد ثبت في حق أمير المؤمنين رضي الله عنه أيضا .. والسلام

**********

هاشم:

"إلى الأخ فيصل"

السلام عليكم :

أرجو ذكر مصادر الشيعة التي ذكرت الحديث الأول مع ذكر الباب .... وما هو تعليقك بالنسبة للحديث الثاني ، فهل يعقل أن ينسى النبي المعصوم ص بعض الآيات القرآنية ويذكّره بها غيره ؟!!

**********

طالب رحمة ربه:

بسم الله الرحمن الرحيم

إلى فيصل نور :

أولا : إن السيد الخوئي لم يصحح جميع الروايات الواردة في تفسير علي بن إبراهيم القمي رحمة الله عليه بل إنه قال بثقة الرجال الواقعين في سند تلك الروايات حيث يعتمد عليهم لوثاقتهم عنده ، أما الروايات فلابد من النظر في سندها من حيث الاتصال وعدمه ، وكذلك من حيث المتن فإذا كان ما في الروايات يتنافى مع مبدأ أو عقيدة مقطوع بصحتها كعصمة الأنبياء مثلاً فإن هذه الروايات وإن كانت صحيحة السند فلا يعتمد عليها ، أو كانت تتنافى مع روايات أخرى متواترة ، فإنه يؤخذ بالمتواترة ، وتؤول هذه الروايات الصحيحة بما لا يتنافى مع ما يخالفها إن كان هناك مجال لتأويلها ، وقولك بأن السيد الخوئي قال بصحة الرواية لمجرد أنه وثّق الرجال الواقعين في سند روايات تفسير علي بن إبراهيم القمي فيه تدليس لا يخفى .ثانيا : إن السيد علي بن الحسين المرتضى المولود عام 355 والمتوفى عام 436 نص في كتابيه تنزيه الأنبياء على عدم صحة هذا الخبر حيث قال ما نصه بالحرف الواحد : (( فإن قيل فما معنى قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرئه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها …… أو ليس قد روي في الآثار أن بني اسرائيل رموه بأنه أدر { الأدر المنتفخ الخصيتين } وبأنه أبرص وأنه عليه السلام ألقى ثيابه على صخرة ليغتسل فأمر الله تعالى الصخرة بأن تسير فسارت وبقي موسى عليه السلام مجرداً يدور في محافل بني إسرائيل حتى رأوه وعلموا أنه لا عاهة به (((( الجواب ))))) قلنا ما روي في هذا المعنى ليس بصحيح وليس يجوز أن يفعل الله تعالى بنبيه عليه السلام ما ذكروه من هتك العورة ليبرئه من عاهة أخرى ، فإنه تعالى قادر على أن ينزهه مما قذفوه به على وجه لا يلحقه معه فضيحة أخرى وليس يرمي بذلك أنبياء الله تعالى من يعرف أقدارهم والذي روي من الصحيح معروف وهو أن بني إسرائيل لما مات هارون عليه السلام قذفوه بأنه قتله لأنهم كانوا إلى هارون أميل فبرئه الله تعالى من ذلك بأن أمر الملائكة بأن تحمل هارون عليه السلام ميتاً فمرت به على محافل بني إسرائيل ناطقة بموته ومبرئة لموسى عليه السلام من قتله وهذا الوجه يروى عن أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام ، وروي أيضا أن موسى عليه السلام نادى أخاه هارون فخرج من قبره فسأله هل قتلتك فقال : لا ثم عاد إلى قبره ، وكل هذا جائز والذي ذكره الجهال غير جائز )) كتاب تنزيه الأنبياء ص 87 . أما بالنسبة للرواية الواردة في البخاري فجميع أهل السنة يقولون بصحة روايات البخاري وعليه فالرواية صحيحة عند كل من يقول ذلك . طالب رحمة ربه

**********

فيصل نور:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 00

أخي العزيز هاشم:

بالنسبة للرواية الأولى ففي مطلق الجنابة أورد شيخ الطائفة الطوسي عن الصادق عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال لا ينام في مسجدي أحد ويجنب وإن الله أوحى إلي أن اتخذ مسجدا طهورا لا يحل أن يجنب فيه إلا أنا وعلي والحسن والحسين عليهم السلام – التهذيب 6/15 البحار، 25/168 . أما صلاة أمير المؤمنين علي رضي الله عنه فقد أورد الطوسي أيضا عن أبى عبدالله عليه السلام قال صلى علي بالناس على غير طهر وكانت الظهر ثم دخل فخرج مناديه أن أمير المؤمنين عليه السلام صلى على غير طهر فأعيدوا وليبلغ الشاهد الغائب – التهذيب 3/40 الاستبصار 1/433 البحار 88/67 ولكن الرواية رُدت لمنافاتها العصمة . أما روايات نسيان الأنبياء والأئمة عليهم السلام فهي كثيرة من طرق الإمامية ولكن المقصود أن جل الروايات التي يأخذها الشيعة على أهل السنة إنما هي موجودة في كتبهم ولكن يصرفها القوم بتأويلات شتى كالعصمة مثلا في رواياتنا هنا ، إذن لا بد أن يكون الكلام في الأصول التي يعول عليها الفريقين في قبول أو رد أمثال هذه الروايات فنتفق عليها حتى نحتكم إليها في الخلاف ، ثم يكون الكلام في الروايات ذاتها . لهذا آثرت البدء في الكلام في اعتقاد الشيعة في القرآن مصدر التشريع الأول عند كافة المسلمين، والذي قطعنا فيه شوطا كبيرا في موضوع حوار هادئ من الشيعة الإمامية في عقائدهم، ثم حوار هادئ من فيصل وأخيرا لهذا فر المتحاورون . وبعد ذلك يهون الخطب في مناقشة المواضيع الانتقائية للبعض في هذا المنبر ونعدكم بالحوار فيها جميعا إن شاء الله ولكن بعد الترتيب المذكور .

أخي العزيز طالب رحمة ربه

مقصودي أن هذه الرواية ليست مما انفرد بها أهل السنة وإنما هي ثابتة عند الشيعة وان اختلفوا فيها، وليس بالضرورة أن يجمع عليها الكل لأن مناط هذه الأحكام تختلف عند البعض فالبعض مثلا يرد أمثال هذه الأحاديث وان كانت صحيحة السند لمجرد مخالفتها للعصمة مما يجرنا إلى مناقشة قضية العصمة في ذاتها والذي لا نرغب فيه الآن للسبب الذي ذكرناه لأخونا هاشم . فالأمور لا تنضبط إذا ما رددنا كل رواية بهذه الكيفية إذ يكفي أن أقول فيما اضطربت علي من أمور أنني لا اعتقد صحة هذا أو ذاك وان تصحيح البخاري غير ملزم لي كما أن تصحيح الخوئي وكذا الجزائري والمجلسي ومن ذكر الرواية في تفسيره دون رده غير ملزم لك لأن غيرهم قال بغير هذا، ولا عبرة هنا بإجماع الكل في أمثال هذه المسائل إنما العبرة بالإجماع في الأصول وحقيقتها، لأن في نهاية الأمر تبقى الروايات قابلة للتأويل، فانظر مثلا روايتنا هذه رغم معارضتها في الظاهر لمفهوم العصمة إلا أن من ذكرناهم أوّلوها ولم يردوها وكذا قد يكون الشأن في سائر روايات الفريقين ، أما كلامك في الخوئي وقوله في روايات تفسير القمي فليس كذلك فإن الخوئي يرى صحة روايات التفسير ذاته باعتبار قول القمي نفسه في صحتها وإنها تنتهي إلى المعصومين عن طريق الثقاة، لذا عد المصنفين في علوم الحديث والرجال عند الشيعة المتأخرين أن السيد الخوئي ممن يرى صحة روايات التفسير المذكور – راجع المصادر التي ذكرتها – وان شئت نقلتها لك، بل أن الخوئي لم يتراجع عن قوله هذا في التفسير حتى وفاته رغم مراجعة بعض تلامذته له في هذا الشأن ، لذا لا ينبغي رد تصحيح البعض باعتبارات غير سلمية . وعلي أي حال رأيت أن مما مر أن مناقشة هذه القضايا الانتقائية لا توصلنا إلى حل، وإنما ينبغي أن يكون الكلام في الأصول الذي نحتكم إليها في الخلاف ومن ثم يهون الخطب .. والسلام

**********

طالب رحمة ربه :

بسم الله الرحمن الرحيم

إلى فيصل نور ...

إذا حتى يهون الخطب ..... وحتى نترك المواضيع الإنتقائية - مع العلم أنك أنت انتقيت موضوع التحريف في القرآن الكريم - فلنبدأ بالأصول وجوهر الخلاف بيننا وبينكم وهو موضوع الإمامة والخلافة من بعد الرسول ، فهو جوهر الخلاف وأساسة بيننا وبينكم فلنطرق هذا الموضوع أولاً وقبل كل شيء ومن ثم المواضيع التي تليه، فنحن نقول بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نص في حياته على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام خليفة على الأمة الإسلامية من بعده والنصوص التي نستشهد بها على ذلك كثيرة جدا ومتواترة ومن كتبكم فقط ، فهذه يا أخي هي الحقيقة الضائعة ، التي حاولتم طمسها من القديم والدخول في القشريات والتشنيع على الشيعة فيها ، فكم مرة طرقتم موضوع التحريف وموضوع رأي الشيعة في الصحابة و...و...و غيرها من المواضيع ولكن لم يتعرض واحد منكم أبدا وبتاتا بالحديث عن مسألة الإمامة التي هي أساس الإختلاف بين الشيعة والسنة فلنبدأ بالحديث عن هذه الحقيقة الضائعة التي حاولتم جعلها كذلك فهيا معي للدخول في هذا المضمار والنقاش في الموضوع ولنكن فيه أيضا موضوعيين نترك كل الموروثات المذهبية العالقة بأذهاننا جانبا ولنبحث بموضوعية في هذه المسألة تم من بعدها لنقيم البحث والنتيجة التي سنتوصل إلهيا جميعاً لنترك المواضيع الإنتقائية جابناً وهيا إلى الأصول . طالب رحمة ربه

**********

هاشم :

وسئل الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام عن الإمامة،فقال ع:(إن الإمامة خلافة الله والرسول،وزمام الدين،ونظام المسلمين،والأمام يحلل ما أحل الله،ويحرم ما حرم الله،ويقيم الحدود،ويذب عن الدين،والإمام أمين الله في أرضه،وحجته على عباده،وخليفته في بلاده،وهو مطهر من الذنوب،مبرأ من العيوب،لا يدانيه أحد في خلقه،ولا يعادله عالم،ولا يوجد منه بديل،ولا له مثيل، فأين للناس أن تستطيع اختيار مثل هذا ؟!).

**********

هاشم :

يقول أهل السنة : بأن النبي ص مات ولم يوص .الجواب :-إن هذا القول مرفوض بالبداهة ، لأن الإسلام الذي أولى عنايته بكل صغيرة وكبيرة ، ولم يترك شيئاً إلا ووضع له حكماً في الكتاب والسنة ، حتى عن كيفية الأكل والشرب والنوم ، وكتابة الوصية الشخصية ووضعها تحت الرأس عند النوم ، وتأمير شخص إذا خرج جماعة في سفر ، يستحب تأمير أحدهم عليهم ، وغيرها من المستحبات - فضلاً عن الواجبات - فكيف يعقل أن يترك النبي ص ، أو يهمل مسألة هي من أكبر المسائل الإسلامية المصيرية في حياة الأمة ؟ كيف يعقل أن يترك الأمة من دون أن يوصي ، وهو سيعلم بما سيحدث من إنقلابات ونزاعات وصراعات ، قال تعالى :وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين .فكيف يترك النبي ص الأمة تتنازعها الأهواء والأطماع مع علمه ص بأن الكثير منهم حديث عهد بالإسلام ، ولم يدخل الإيمان في قلوبهم بعد ؟ ألم يفكر بمستقبل الرسالة التي ضحى هو وأهل بيته وأصحابه من أجلها وعلى مدى ثلاثة وعشرين عاماً ؟إذن لابد وأن يكون قد أوصى ص ، وهذا الذي تؤيده النصوص من الكتاب والسنة القطعية المتواترة لدى الفريقين .

**********

فيصل نور:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

إخواني الأعزاء ..

اقدر دوافعكم وحماسكم في طرح مسالة الإمامة محور الخلاف بين الشيعة والسنة، ولكن وأنا أعدكم بأنني سأتناول سائر القضايا الخلافية وعلى رأسها قضية الخلافة بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أود أن أؤكد إلى ضرورة الاحتكام إلى اصل نتفق عليه عند الاختلاف عملا بقوله عز وجل : فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول . فهذه دعوة للرجوع إلى الكتاب والسنة في حال الاختلاف ، وقد رأيتم كيف أن مسألة بسيطة طرحها أخونا هاشم ظن انفراد السنة بها وكونها مأخذا عليهم وإذا نحن نبين أنها ثابتة في كتب الشيعة، مما حدا بالجميع المطالبة بذكر المصادر اطمئنانا منهم بعدم ورودها من طرق الإمامية، ثم ذكرت المصادر وتعمدت إغفال ذكر الصفحات والأجزاء، فزاد الحماس في مطالبتي بذكرها، إلى أن بينتها فانتقل الكلام بعدها إلى صحتها، فذكرت تصحيح البعض لها فانتقل الكلام إلى الإقرار بصحتها ولكن مردودة لمعارضتها لعقيدة العصمة وهكذا .وهذا كله في رواية واحدة . إذن لا بد من تحديد المرجع في حال الاختلاف ولا أظن أن أحد سيختلف في جعل الكتاب والسنة هما الأصل. وإذا كان ذلك كذلك فيجب أن يكون الحوار والنقاش في حجية هذين المصدرين عند الفريقين، وقد بدأنا الحوار في المصدر الأول ولم ننتهي منه . فهل انتهينا منه أولا .. والسلام ....

راجع كتابنا: الإمامة والنص