خدمة هيكل الله الأخ إبراهيم عبود التحضير للخدمة على كل مساعد للكاهن أن يتقدم إلى الهيكل بقلب طاهر و ذهن متيقظ، دون غضب تجاه أحد أو حقد أو خطيئة. لذلك من الضروري أن نعترف لكاهننا لنيل النصح و التماس المغفرة من الرب قبل أن نشترك في القداس الإلهي أو ندخل إلى قدس الأقداس. يقول الرب "عندما تستقم لتصلي، اغفر لمن أساء إليك". الوقوف هو الوضع المثالي للمصلي لا الجلوس، خاصةً لمن يخدمون داخل الهيكل. إذا كنت ستشارك في الذبيحة الإلهية فعليك أن تحاول الحضور إلى صلاة السحر التي تسبق القداس الإلهي و كذلك صلاة الغروب مساء السبت إذ أن يوم الأحد في التوقيت الكنسي يبدأ مساء السبت، و صلاة الغروب هي مقدمة لصلاة السحر و القداس صباح اليوم التالي. عند دخول الكنيسة عليك أن تتحلى بالصمت و الاحترام. بعد رسم الصليب تقدم إلى أيقونة السيد المسيح و احني رأسك أمامها راسماً الصليب مرتين قبل تقبيلها و مرة ثالثة بعد ذلك بكل خشوع قائلاً في نفسك "اغفر لي يا الله أنا الخاطئ" عن كل مرة ترسم فيها صليبك. بعدها قم بنفس الشيء أمام أيقونة والدة الإله قائلاً "أيتها الفائق قدسها والدة الإله خلصينا" و بعد ذلك افعل الشيء ذاته أمام أيقونة صاحب الكنيسة و أخيراً أيقونة السابق يوحنا المعمدان. لا تقم بكل ذلك بسرعة و عدم اكتراث للمعنى العميق الذي يمثله الصليب. عندما يرى المؤمنون خشوعك و انتباهك أثناء تقديم العبادة للرب يتعلمون منك ما يتوجب على كل مؤمن فعله. الأيقونسطاس هو الحاجز الذي يفصل قدس الأقداس عن صحن الكنيسة و عليه نضع الأيقونات المقدسة للسيد المسيح و العذراء و القديس شفيع الكنيسة و يوحنا المعمدان. في الكنائس الكبيرة توضع أيقونات لقديسين آخرين على جانبيهم. كما أن كنائسنا الأرثوذكسية عادةً ما تملئ الجدران بأيقونات القديسين. هذه الأيقونات ليست للزينة بل هي نافذة نطل منها على ملكوت الله حيث تشع علينا فرحة القديسين و تتحد أصواتنا مع أصواتهم أثناء العبادة. كما تقدم الأيقونة سرداً لسيرة ربنا و شرحاً للكتاب المقدس وسير القديسين. عند تقبيل الأيقونات قبّل قدمي السيد و أيدي العذراء و القديسين. في حال كانت الأيقونة نصفية قبّل شعر السيد و العذراء. لا يجوز تقبيل الوجه على أي أيقونة. و عند تقبيل الصليب قبّل الجزء السفلي منه فقط. في وسط الأيقونسطاس الباب الملوكي و خلفه المائدة المقدسة. لا يجوز الدخول من الباب الملوكي إلا للأسقف، أما الكاهن و الشماس الإنجيلي فيستخدمان هذا الباب أثناء الخدمة. بالنسبة لبقية خدام الهيكل و الشمامسة و القندلفت فلا يجوز لهم الوقوف أو المرور أمام المائدة المقدسة. على جانبي الباب الملوكي بابان للشمامسة هما الباب الشمالي و الباب الجنوبي (فالهيكل دائماً إلى الشرق حيث يشرق نور الشمس) و يمكننا الدخول إلى الهيكل و الخروج منه باستخدام هذين البابين. من لا وظيفة له في الهيكل المقدس فليبقى في صحن الكنيسة لئلا يكون عائقاً و مصدر إزعاج أثناء العبادة. ثياب خادم الهيكل هي حلل مقدسة تشبه حلة الكاهن أو الشماس و هي ترمز إلى وظيفتك الهامة كمساعد للكاهن. قبل ارتداء هذه الحلة المقدسة عليك أن تحملها و هي مطوية بين يديك و تتقدم بها إلى الكاهن بكل أدب و هدوء لنيل البركة منه. بعد مباركة الحلة و تقبيل يد الكاهن قم بارتدائها بهدوء و قل الآية التالية "تبتهج نفسي بالرب الذي ألبسني حلة الخلاص" و بعد ارتدائها تقدم إلى المذبح و قم برسم الصليب و اسجد قائلاً: "أسجد لإله واحد بثلاثة أقانيم، الآب و الابن و الروح القدس الآن و كل أوان و إلى دهر الداهرين. آمين". عندما تكون داخل الهيكل لا تقف قرب المائدة فقد تعيق حركة الإكليروس، بل قف إلى جانب اخوتك قرب الحائط و لا تغادر مكانك إلا عندما يُطلب منك القيام بشيء. تذكر دائماً أنك في قدس أقداس هيكل الله، فتجنّب الثرثرة و الضحك و لا تتمشّى داخل الهيكل أو تختلس النظر نحو الشعب في الكنيسة. عندما تعبر خلف المائدة المقدسة احن رأسك و ارسم الصليب توقيراً لعرش أبيك السماوي. كن مستعداً في أي وقت لحمل كتاب أو أي شيء لأي من الإكليروس عند الحاجة و استعد لإعادته عندما يطلب ذلك منك. لا تقم بشيء دون توجيه من الكاهن أو الشمامسة، و حيث أننا نقوم بكل شيء داخل الهيكل بصمت فعليك أن تبقى متيقظأً مستعداً لأية إشارة من مرؤوسيك للقيام بأي شيء. تعليمات حول القداس الإلهي الدخول الصغير: إذا تم اختيارك للخروج من الهيكل أثناء الدخول الصغير فاعلم أن اثنان يقومان بحمل الشمعتين و ثالث يقوم بحمل الصليب؛ يتبعهما الشماس الإنجيلي و الكاهن (الشماس يحمل الإنجيل المقدس و إن لم يكن هنالك شماس يحمله الكاهن). عند الخروج من الباب الشمالي يتجه أحد حاملي الشمعتين إلى يسار الأمبون (و هي المنصة أمام الباب الملوكي) بينما يتجه حامل الشمعة الثانية إلى يمين الأمبون و يقف الإثنان مواجهاً أحدهما الآخر. بعدهما يتجه حامل الصليب إلى يمين الأمبون أيضاً و يقف إلى جانب حامل الشمعة. عند حمل الشموع قف باحترام و صمت فلا تنظر يميناً أو يساراً فأنت جندي المسيح واقفاً في حضرة ملك الملوك و رب الأرباب. لا ترسم إشارة الصليب و في يدك الشمعة أو الصليب لألا تسقط من يديك بل احن رأسك قليلاً فقط. بعد دخول الشماس و الكاهن إلى الهيكل يلتفت حاملا الشمعتين في الآن ذاته نحو الهيكل و يحنيان رأسيهما أمام الباب الملوكي و يعودان إلى الهيكل كلٌّ من الباب الأقرب لموقعه (الذي على اليسار يدخل من الباب الشمالي و الذي على اليمين من الباب الجنوبي). يتلوهما حامل الصليب داخلاً من الباب الجنوبي أيضاً. بعد دخول الهيكل يعود الصليب إلى مكانه بينما يقف حاملا الشمعتين إلى جانبي المائدة المقدسة. في تلك الأثناء ترتل الجوقة "قدوسٌ الله، قدوسٌ القوي، قدوسٌ الذي لا يموت ارحمنا". عندما يتجه الكاهن نحو الشعب يواجه حاملا الشمعتين الشعب أيضاً. الرسالة و الإنجيل: عندما يتلقى حاملا الشمعتين إشارةً من الكاهن أو عند عودة الكاهن ليقف مواجهاً المائدة يخرجان ثانيةً كلٌّ من الباب الأقرب إليه و يقفان أمام الأمبون الواحد إلى اليسار و الثاني يواجهه إلى اليمين. أما قارئ الرسالة فيقف بينهما مواجهاً الكاهن و يقرأ البروكيمنون ثم مقدمة الرسالة و بعدها يلتفت نحو الشعب ليتلو نص الرسالة. عند الانتهاء من الرسالة و قول الكاهن " السلام لك أيها القارئ" يلتفت حاملا الشمعتين نحو الأيقونسطاس ليواجه من على اليمين أيقونة السيد بينما من على اليسار أيقونة العذراء. في تلك الأثناء يخرج الكاهن (أو الشماس الإنجيلي) بالإنجيل المقدس. بعد الانتهاء من قراءة فصل من الإنجيل يحني كلٌّ من حاملي الشمعتين رأسه و يعود إلى الهيكل من الباب الذي خرج منه، واضعاً الشمعة مكانها و عائداً إلى مكانه. الدخول الكبير: أثناء الدخول الكبير يخرج حاملا الشمعتين أولاً يتبعهما حامل الصليب ثم حامل المبخرة مواجهاً الكاهن. في الكنائس الكبيرة يضاف إلى هؤلاء حاملا المروحتين اللذان يسيران خلف الكاهن في مؤخرة الموكب. يخرج الموكب من الباب الشمالي و يسير حول الشعب في صحن الكنيسة و يعود من وسط الكنيسة ليقف أمام الأمبون. أحد حاملي الشمعتين و حامل الصليب و أحد حاملي المروحتين يتوجهون إلى اليمين بينما يتوجه حامل الشمعة الأخرى و المروحة الأخرى إلى اليسار و يواجهان أخوتهم على اليمين. بعد تلاوة التقدمة يتقدم الكاهن إلى داخل الهيكل من الباب الملوكي. يظل مساعدو الكاهن وقوفاً مكانهم إلى أن يقول الكاهن "لنكمل طلبتنا للرب". حينها يتوجه الجميع نحو الأيقونسطاس و يحنوا رؤوسهم ثم يعودون إلى داخل الهيكل، من على اليسار من الباب الشمالي و من على اليمين من الباب الجنوبي. المناولة: أثناء المناولة قد يتم تعيينك لحمل الخبز المبارك (الأنتيذورن) الذي يأخذ منه الشعب بعد تناول جسد الرب و دمه الأقدسين و بعد انتهاء القداس. وظيفة حامل قفة الخبز الوقوف بصمت حاملاً الخبز بكلتا يديه باحترام و دون كلام أو حراك لكي يأخذ كل مؤمن قطعة من الخبز بعد التناول. إن جاء دورك للتناول فليحمل أحد اخوتك القفة عنك بينما تتقرب لتناول جسد الرب و دمه. عند نهاية القداس قد تقف إلى جانب الكاهن الذي يقوم بتوزيع الخبز على المؤمنين بينما يقبلون الصليب الكريم من يده. عندما يحين دورك تنال حصتك من الخبز من الكاهن. إذا تم اختيارك لحمل شمعة أثناء المناولة فعليك أن تقف إلى يسار أو يمين الأمبون بينما يتناول المؤمنون و يأخذون من الخبز المبارك. بعد انتهاء الخدمة نعيد كل شيء إلى مكانه بترتيب ثم نخلع حللنا الطقسية و نطويها و نعيدها إلى مكانها. تذكر أن كل ما تفعله داخل الهيكل و خارجه أثناء الخدمة هو عمل بشاري يقوي المؤمنين، أما إن لم نكترث لعملنا كما يجب نصبح عثرةً لمن يرانا من المؤمنين. فاجعلنا يا رب نحن غير المستحقين أهلاً لخدمة عرشك المقدس. آمين.
|